مش هقول كل سنة و أنتى طيبة فى عيد الأم.
لكن تعالوا نبص لنظرتنا لحقيقية علاقتنا بالأم بالذات الناس اللى علاقتهم ملخبطة مع مامتهم و أنا كنت واحدة منهم بس الحمدالله أحساسى أختلف تماماً?
للآسف أكتر علاقة بنظلمها هى علاقتنا بالأم و الأب لأن من كتر ما هما بالنسبة لنا قدوة و حاجة كبيرة جوانا و بتمثلنا العلاقات فى الحياة فأقل حاجة منهم بتوجعنا.
و لو الوجع دة حصل بنبدأ تدريجياً منشوفش غير الأوجاع و الحاجات اللى رافضينها و بس.
و اللحظة دى أحنا مبنقدرش نشوف مميزاتهم مبنقدرش نشوف حبهم لأن عقلنا مش شايف غير المواقف و التجارب المؤلمة و بتتكون طبقات مشاعر سلبية.
طيب نعمل أية ؟
لازم نغير كام فكرة و مفهوم كدة هيفرقوا فى أدراكنا.
أولاً : لازم نعرف أن الأم و الأب كان ليهم أم و أب ممكن أتعاملوا غلط معاهم فبالتالى هما كمان موجوعين و بيتعاملوا غلط لأن متعلموش الطريقة الصح.
ثانياً : أحياناً بيكون مفهوم الحب عندهم مشوهه فهما بيحبوا أولادهم بس عشان تعريف الحب أصلاً غلط فبيحبوا بشكل غلط لأن هما كمان أتحبوا غلط فبيفتكروا الضرب أو السيطرة أو تقييد الحرية أو غيره دة خوف على الأولاد و حب.
ثالثاً : كل شخص مر بتحديات و ضغوطات أحياناً سواء فى علاقة الأم مع الأب أو الشغل أو الحياة دة بينعكس على التعامل مع الأولاد غصباً عنهم فالأفضل نسامحهم.
رابعاً : هما زى ما ليهم تصرفات وجعتنا ليهم تصرفات كتير جميلة بس من كتر مشاعر الوجع و الآلم بنشوف الوحش بس و دة ظلم ليهم لأن مفيش أنسان على وجه الأرض عبارة عن سلبيات بس لكن عقلنا بيبقى رافض يشوف الأيجابى.
خامساً : ممكن فى أهالى بتسئ التصرف و التربية لكن على الأقل هما أجتهدوا و راعونا و أحنا أطفال فى منتهى الضعف و قلة الحيلة فلازم نراعيهم لما يكبروا و يوصلوا لمرحلة الضعف.
سادساً : ساعات مشكلة الشخص فى علاقته مع أمه و أبوه شخصيتهم زى مثلاً (الأم كانت ضعيفة و الأب بيظلمها) و بنغفل أنهم ممكن فعلاً أتعرضوا لتجارب مؤلمة هى اللى وصلتهم لكدة.
—– لازم نبدأ نسامح و نتصالح مع اللى فات و الأوجاع اللى فاتت و لو مش قادر ممكن اللجوء لتحرير المشاعر لو حاولت كتير و مقدرتش.
لأن العلاقة دى من أخطر العلاقات اللى بتنعكس طريقة تعاملنا فى باقى علاقتنا فى حياتنا سواء مع شريك حياة أو فى الشغل و أحياناً الصحاب.
و كل لما هنتصالح مع العلاقة دى جوانا كل لما هنتصالح مع نفسنا و كل لما هنكون الشخص اللى عايزينه مش الشخص اللى رافضينه فيهم.
شكراً لكل أم تعبت فى حملها و رعايتها لأولادها و تربيتها حتى لو مقدرتش تعمل دة بشكل صح تماماً أو غلطت.
شكراً أنها كانت قناة خير لعبورنا الى الحياة
و ربنا يجعلنا نكون لهم القوة الرحمة ليهم فى ضعفهم زى ما كانوا لينا فى صغرنا و أحنا ضعاف لحد ما وصلنا للقوة دى.
و دالوقتى أحب أقول كل سنة و هما طيبين