أنها تمتلك هذا القصر الكبير الجميل كان هذا القصر عبارة عن قطعة من الجنة.
كان من يدخل هذا القصر معها كان يتمتع بالحياة معها و كأن السعادة تجسدت على هيئة قصر.
حتى يحاول أحدهم أن يدخل الغرفة المظلمة، الغرفة الممنوع دخولها فى القصر.
تهب الرياح و تصدر الأصوات المخيفة و تشعل نار تحرق من يحاول دخول هذه الغرفة.
هذه الغرفة كانت قديماً مرتبة نظيفة تخرج منها أكثر الروائح أنعاشاً.
حتى دخل أحدهم و قام بتخريب كل جزء فى هذه الغرفة و أصبحت مظلمة باردة موحشة.
و بكت ليالى طويلة على باب هذه الغرفة و هى تنظر للدمار الذى حل بها.
فقامت بغلق هذه الغرفة بكل ما تحتوى من ظلام و خراب.
و من هذه اللحظة كل من يحاول الأقتراب منها تصيبة لعنه و هى تتأذى أكثر.
حتى جاء اليوم و وصل اللآلم لدرجة لا تحتملها لقد شعرت بتمزق قلبها و أنهيار كل خلية فى كيانها
و سقطت على ركبتيها و ظلت تبكى و صوت بكائها و أهاتها تتردد فى القصر حتى أهتزت جدرانه.
حتى صمتت للحظة و نظرت لأعلى و قررت أنها ستدخل الغرفة لتنظفها.
كانت ترتعد لأنها تعلم اذا فتحت هذه الغرفة ستكون مجبرة على مواجهة الرياح و النار و الظلام.
و لكنها قررت هذه المرة بكل شجاعة مواجهة كل اللعنات لتنعم بالسعادة الحقيقية.
فتحت الباب و كادت أن تختنق و هبت الرياح و لكنها دخلت بكل شجاعة و بعدها أشتعلت النيران
و أخذت تصرخ من الحرارة و الآلم و ترجو من الله أن يساعدها أو يأخذ روحها لأنها لم تعد تتحمل هذه الآلام.
حتى جاء نور من بعيد يدخل من فتحة صغيرة من النافذة و هى جاثية على ركبتيها.
نظرت إلى النور بيأس و نظرت للأرض و بكت حتى وجدت مياة الأمطار تدخل من النافذة و بدأت تخمد النيران.
ثم وقفت مرة آخرى على قدميها و هى لا تستطيع الصمود و بدأت و هى فى كامل ضعفها قى تنظيف الغرفة
و أخذت تجتهد فى التنظيف أيام و ليالى.
حتى جاء اليوم و وجدت الغرفة نظيفة تماماً و يدخل النور عبر النافذة أخذت نفس لمس قلبها لمسة حنونة.
الآن تستطيع أن تدخل الغرفة هى و من تختار بأمان.
خرجت من الغرفة و أصبحت مترقبة قليلاً لأنها كانت خائفة أن يدخل أحدهم و يقوم بتخريب الغرفة مرة آخرى.
حتى جاء هو و رأت عينيه فلم تستطيع مقاومة هذا الكمال فقامت بفتح الغرفة من أجله و كان قلبها تتسارع نبضاته و لكن كانت عينيه مثل المُسكن تجعلها تفتح باب الغرفة و هى لا تشعر بآلام النبضات المتسارعة.
حتى دخل الغرفة و كانت نبضات قلبها تتسارع أكتر كلما لمس شئ فى الغرفة خوفاً من أن يخربها و لكن لم يكن يخرب الغرفة بل يعيد تنظيمها بشكل أجمل و لكن كانت كل لمسة منه لأى شئ فى الغرفة يجعلها تفقد صوابها.
حتى جاء اليوم و لمس يديها و نظر فى عينيها و حضنها حتى لم تستطع أن تفرق أنفاسها من أنفاسه و قال لها بصوته الحنون هذه غرفتى سأحافظ عليها حتى آخر نفس يخرج منى فى هذه الدنيا.
هذه اللحظة فقط لقد سكنت روحها و أطمأن قلبها و لم تعد حياتهم قاصرة فقط على ترتيب هذه الغرفة فقط.
بل خرجوا إلى العالم الكبير ليعيدوا الحياة فى الغرف الموحشة المظلمة.
البداية كانت غرفة و النهاية عالم كبير واسع.
هكذا يبداء الحب صغير و يكبر حتى يسع العالم الكبير
جرعة نور – نور البكري