التعافي من جروح الطفولة: 6 طرق مجربة لتصبح شخص أفضل
كلنا بنمر بطفولة فيها لحظات حلوة، لكن كمان فيها حاجات بتسيب فينا جروح وصدمات، أوقات بنكبر ونفتكر إننا نسيناها، لكن الحقيقة إنها بتفضل جوانا، وبتأثر علينا من غير ما نحس.
الجروح دي ممكن تأثر على طريقة تعاملنا مع نفسنا ومع اللي حوالينا، عشان كده، لازم نواجهها ونفهمها عشان نقدر نعالجها ونتخطاها.
وفي المقالة دي من جرعة نور، هنتكلم عن إزاي صدمات الطفولة بتأثر علينا، وإزاي نقدر نتعامل معاها بطريقة تساعدنا نعيش حياة أكتر توازن وسلام.
ما هي جروح الطفولة؟
جروح الطفولة هي التجارب والأحداث اللي بتأثر على نفسيتنا واحنا صغيرين، وبتفضل جوانا حتى لما نكبر.
جروح الطفوله بتمثل المواقف السلبيه اللي اتعرضنا ليها زي الإهمال، أو الإساءة، أو حتى عدم الاهتمام الكافي من الناس اللي كان مفروض يوفروا لنا الحب والأمان، الجروح دي بتأثر على تصرفاتنا وعلاقاتنا واحنا كبار، وبتخلينا نتصرف بشكل معين من غير ما نحس.
في بعض الأحيان، التجارب دي بتسبب جروح عميقة بتخلي الشخص عنده مشاعر سلبية زي الخوف، والندم، أو الشعور بالذنب، وبتأثر كمان على إحساسه بالأمان، وهى دي باختصار جروح الطفولة.
ما أهمية التعافي من جروح الطفولة؟
- تأثير ايجابي على الشخصية: التعافي من جروح الطفولة بيساعد على شعورك بالراحة تجاه نفسك، وبيسمح لك تعيش بسلام مع الماضي وذكرياته.
- تحسين العلاقات: بعد التعافي من جروح الطفولة، هيكون عندك الفرصة أنك تصلح علاقاتك مع الآخرين وتبدأ معاهم صفحة جديدة.
- زيادة الثقة: يساعد التعافي في زيادة الثقة بنفسك والآخرين.
- العيش بسلام: يبيساعد التعافي من جروح الطفولة على تحقيق السلام الداخلي.
- تحسين التواصل: يساعد التعافي في تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي.
- تخفيف الضغوط: يمكن لعملية التعافي من جروح الطفولة تقلل من الضغوط والتوترات الناجمة عن الجروح السابقة.
ما هي أسباب جرح الطفل الداخلي؟
أسباب جرح الطفل الداخلي أو "Childhood Trauma" بتكون متنوّعة ومرتبطة بتجارب مؤلمة أو صعبة مر بيها الطفل خلال مرحلة نموّه، وفي بعض الأحيان بتكون الأحداث دي واضحة جدًا وصادمة، زي:
- وفاة شخص عزيز على الطفل ممكن تسبب أثر نفسي كبير، خصوصًا لو الشخص ده كان مصدر دعم وأمان.
- الطلاق أو الانفصال بين الوالدين، ممكن يسبب شعور بعدم الاستقرار عند الطفل، وبيأثر على إحساسه بالأمان.
- التعرض لأي شكل من أشكال العنف سواء جسدي أو نفسي بيسبب جروح عميقة عند الطفل.
- الجو المليء بالصراخ والتوتر بيؤثر على نفسية الطفل حتى لو كان هو مش المعني بالصراخ.
- إصابة أحد الوالدين بمرض خطير سواء كان مرض جسدي أو نفسي، الطفل بيبدأ يشعر بالخوف والتوتر لما يشوف حد من والديه بيعاني.
- التعرّض للحوادث الخطيرة اللي بيكون فيها خطر على الحياة بتؤثر على إحساس الطفل بالأمان.
لكن مش لازم تكون الصدمات بالحجم ده علشان تترك أثر، في حاجات تانية ممكن تبان "عادية"، لكن بتسبب جرح داخلي للطفل وتستمر معاه:
- تجاهل الطفل وعدم الاستماع لاحتياجاته، الطفل لما يحس إن احتياجاته النفسية أو العاطفية مش مهمة، ده بيأثر على شعوره بالقيمة الذاتية.
- الرحيل المفاجئ أو الانتقال لمكان جديد، التغيرات المفاجئة زي الانتقال لمكان جديد بتسبب شعور بعدم الاستقرار عند الطفل.
- تحميل الطفل مسؤوليات أكبر منه، زي ما بيحصل لما الطفل يبقى مسؤول عن رعاية إخوته، ده بيحسسه إنه مش مسموح له يكون طفل ويعيش مرحلته.
- المقارنة المستمرة بينه وبين أصحابه أو أخواته، المقارنة بتسبب شعور بالنقص وبتأثر على ثقته بنفسه.
- الاستخفاف بمشاعره، لما يتقال للطفل إن مشاعره مش مهمة أو يتم التقليل منها، ده بيخليه يشكك في أحقيته في التعبير عن نفسه.
النوعين من التجارب دول، سواء كانت صدمات كبيرة أو مواقف "عادية"، ممكن يتسببوا في جروح نفسية بتفضل مع الطفل وتستمر معاه في مراحل عمره المختلفة.
كيف أعرف اني اعاني من جروح الطفولة؟
جروح الطفل الداخلي بتبان عند الكبار في مجموعة علامات، ومنها:
- التعامل مع العلاقات المسيئة كأنها عادية: الشخص ممكن يبقى هو المسيء أو ينجذب لعلاقات كلها إساءة.
- اللجوء للعنف لحل المشاكل: الشخص يبقى عنده ميول للعنف أو يميل لارتكاب جرائم بسبب العنف اللي شافه وهو صغير.
- تطوير طرق سلبية للتعامل: زي اضطرابات في الأكل أو اللجوء للعقاقير كمحاولة للهروب من المشاكل.
- الإحساس بانعدام القيمة: ده بيخلي الشخص يعمل حاجات خطيرة زي القيادة بتهور أو حتى يفكر في الانتحار.
- تدهور الصحة النفسية والجسدية: مشاكل نفسية زي الاكتئاب أو القلق، وكمان مشاكل في الجسم زي ارتفاع الضغط وأمراض القلب.
ما هي آثار جروح الطفولة؟
الحاجات اللي بنمر بيها وإحنا صغيرين مش بتعدي كده وخلاص، دي بتسيب علامات في شخصيتنا، وطريقة تعاملنا مع الناس، وحتى في قراراتنا، وفي السطور اللى جاية، هنتعرف سوا إزاي نقدر نفهم آثار جروح الطفولة عشان نعيش حياة أهدى:
1. مشاكل نفسية:
جروح الطفولة بتزيد من مخاطر الإصابة باضطرابات نفسية زي الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، وده ممكن يظهر في صورة عصبية، أو تبلد المشاعر، أو انخفاض في الاهتمام بالأنشطة.
2. مشاكل سلوكية:
الأشخاص اللي بيتعرضوا لجروح في الطفولة ممكن يظهر عندهم مشاكل سلوكية زي العدوانية، والاندفاع، والإدمان، والسلوكيات الخطيرة، كمان السلوكيات دي ممكن تكون خط دفاع عن نفسهم بس بصورة غير صحية، وكل ده بيكون ناتج عن الصدمة النفسية.
3. الصحة الجسدية:
جروح الطفولة مرتبطة بمشاكل صحية زي أمراض القلب، واضطرابات المناعة الذاتية، ومشاكل في المعدة، استجابة الجسم المستمرة للإجهاد ممكن تضعف جهازك المناعي وتساهم في مشاكل صحية طويلة المدى.
4. انخفاض تقدير الذات:
الأطفال اللي مرّوا بجروح غالبًا بينتهوا بأنهم بيصدقوا حاجات سلبية عن نفسهم، وده بيقلل من تقديرهم لذاتهم لما يكبروا، وده ممكن يخليهم يشعروا بالعار، والذنب، وإنهم مش كويسين بما فيه الكفاية.
5. مشاكل في العلاقات:
الأشخاص اللي مروا بجروح في الطفولة غالبًا بيكون عندهم مشاكل في الثقة وصعوبة في بناء علاقات قوية، وممكن يعانوا من الخوف من إن الأشخاص اللي بيحبوهم يتخلوا عنهم، أو يكون عندهم صراعات كتيرة في العلاقات بسبب الألم العاطفي وضعف الدعم النفسي.
6. عدم انتظام عاطفي:
جروح الطفولة بتسبب صعوبة في التحكم في المشاعر بشكل صحيح، وده بيؤدي لصعوبة في التعامل مع المشاعر بطريقة صحيحة، ومن أهم العلامات الشائعة لعدم الانتظام العاطفي هي: التقلبات المزاجية المتكررة، والانفجارات الغاضبة.
7. الإعاقات الإدراكية:
الإجهاد المستمر من جروح الطفولة ممكن يأثر على تطور المخ، خصوصًا المناطق المرتبطة بالذاكرة، والانتباه، والوظائف التنفيذية، التحديات دي ممكن تظهر في حياتك كصعوبة في التركيز، أو تعلم معلومات جديدة، أو اتخاذ القرارات.
كيفية التعافي من جروح الطفولة؟
مفيش طريقة واحدة للتعافي هتناسب الجميع أو مفيش جدول زمني محدد للتعافي من جروح الطفولة، لازم تعرف إن رحلة كل شخص مختلفة وبتتأثر بعوامل مختلفة، زي إذا كان الأشخاص اللي سببوا الصدمة لسه موجودين في حياتهم، زي الوالدين، وكمان ظروف حياتهم الحالية.
ومع ذلك، التعافي من جروح الطفولة غالبًا بيتطلب قبول اللي حصل، والاعتراف بتأثيره، واتخاذ خطوات محسوسة عشان تتخطى التجارب المؤلمة، وإليك أهم نصائح التعافي من جروح الطفولة:
1. قبول ما حدث:
التعافي بيتطلب قبول إن فيه ناس معينة، بما فيهم الوالدين، ممكن يكونوا قصّروا في تلبية احتياجاتك أو حمايتك من مواقف ضارة، والقبول ممكن يكون صعب، خصوصًا لما تشعر بالذنب بسبب توجيه اللوم للأهل.
2. الاعتراف بتأثير الصدمة:
بداية التعافي بتكون من خلال الاعتراف إزاي جروح الطفولة أثرت على حياتك الحالية، سواء في صحتك الجسدية أو قدرتك على الحفاظ على علاقات صحية وإدارة مشاعرك.
3. طلب المساعدة:
مواجهة جروح الطفولة واحدة من أصعب الأمور اللي ممكن تعملها، لكن من المهم التعلم إزاي تتطلب المساعدة من أهلك أو أصحابك أو حد متخصص عشان يساعدك.
4. خليك لطيف على نفسك:
التعامل مع نفسك بلطف وتقبل، خصوصًا في مواجهة المشاعر الصعبة، بيساعدك تتعافى.
اتدرب على تقنيات للعلاج الشعوري مع تقنيات P.E.A.T، اللي بتساعدك في علاج جروح الطفولة والعلاقات والمخاوف والذكريات المؤلمة.
وفي النهاية، التعافي من جروح الطفولة مشوار طويل، لكنه يستاهل التعب، ومع الوعي والدعم الصح، نقدر نخرج من تأثيرات الماضي السلبية ونعيش حياة أحسن، المهم إننا نكون صبورين مع نفسنا ونتذكر إن كل خطوة صغيرة بتقربنا من الشفاء الحقيقي.